تلك العتمة الباهرة
الفرنسية
Cette aveuglante absence de lumière)
المؤلف طاهر
بن جلون
الناشر دار
الساقي
عدد الصفحات 223
الأدب_المغربي
تلك العتمة الباهرة رواية من أدب السجون، من تأليف
الكاتب الفرنكفوني المغربي طاهر بن جلون، أحداث الرواية مستلهمة من شهادة عزيز بنبين،
أحد المعتقلين السابقين في معتقل تزمامارت. أصدرها باللغة الفرنسية أواخر سنة 2000
وفازت بجائزة إمباك الأدبية.
عزيز بنبين هو الشخصية المستلهمة في الرواية، المولود
بمدينة مراكش سنة 1946، جمع تعليمه بين المدرسة الفرنسية الحديثة والمدينة العتيقة
في مراكش، وبين صرامة الأدب الحديث ومتخيَّل الحكاية الشرقية. أمضى عشرين سنة رهينَ
السجن، منها ثمانية عشرَ في معتقل تازمامَّرت. تروي
الرواية الأحداث الواقعية، على لسان السجين عزيز، مأساة مجموعة من العسكريين الذين
تورطو أو اتهموا بتنفيذ محاولة انقلاب الصّخيرات على الملك الحسن الثاني في عام
1971. غوانتانامو المغرب
قام أحد القادة العسكريين الكبار باقتيادهم نحو
قصر الصُّخَيْرات الملكي، رغم أن المعلومة التي خرجوا من أجلها كانت من أجل المشاركة
في مناورة عسكرية فقط، وكان ذلك في 10 يوليو 1971.
عزيز لم يطلق رصاصة واحدة في العملية لانه كان مأموراً
ولم يكن يفهم شيئا عن ما يحدث ولأن والده كان صديق الملك الشخصي، حيث كان من بلاطه،
مهمته الترفيه عنه ومجالسته. أنكره والده فيما بعد وتبرأ منه ولم يسع إلى إطلاق سراحه
وطلب من الملك أن لا يؤاخذه بسيئات ابنه. فعزيز كان واقعاً تحت هول الصدمة وهو في القصر
والجثث تتناثر من حوله وهو في حيرة لو قدر عليه أن يقتل : هل يقتل الملك أم والده الذي
طلق امه وأهمله وتنكر له حتى ظروفه الصعبة. في الرواية محاكاة لقصة
ألبير كامو الغريب والتي يكون فيها العربي لا حول له ولاقوة ويتورط بجرائم لا يعلم
من أين تهبط عليه يتمّ القبض على مُخطّطي ومُنفّذي هذه المحاولة
الانقلابية، ثمّ أودعوا في إحدى السّجون ومن ثمّ تمّ نقلهم إلى سجن تازمامارت. يقع
تازمامارت على أطراف الصّحراء الشّرقية المغربيّة. وتم فتحه للمعتقلين في أغسطس
1973. وهو مدفون في الرمل كما يصفه الراوي :كان القبر زنزانة يبلغ طولها ثلاثة امتار وعرضها متر ونصف أما سقفها فوطئ
جداً يتراوح ارتفاعه بين مائة وخمسين ومائة وستين سنتيمترات. ولم يكن بامكاني ان اقف
فيها..."»
يحاول الراوي نقل العديد من المشاعر الانسانية وأن يتحكم في ألمه بعد أن أصيب إبهامه الأيسر. فلجأ
إلى ممارسة اليوغا التي التقطتها بطريق الصدفة من الكتب التي قيض له أن قرأها في حريته.
تمكن له أن يصل إلى تحكم نسبي، لكنه مكنه من أن يركز اهتمامه على شيء آخر غير الألم،
وكانت النتيجة مقنعة أو تكاد حسب وصفه
داوم على هذه العملية مدة شهرين. وطلب من الحراس
في غير يقين أن يأتوه ببصلة نيئة. لأستعملتها كلزقة، لتمتص القيح وسواه من الأدران
التي كانت تلوث أصبعه. لكونها مطهر ناجع. لكن الحراس رفضوا وسخروا منه. فانفقأ الجرح،
وخرجت منه كمية هائلة من القيح والدم. الخروج عندما أفرج عنه، تم نقله إلى مصحة للنقاهة ريتما تزول عنه آثار الجروح
والضعف، رأى عزيز وجهه في المرآة في غرفة طبيب الأسنان العسكري بعد خروجه من المعتقل،
حيث لم يكن قبلها قد شاهد ملامح وجهه منذ ثماني عشرة سنة، وكيف كان يصف تلك اللحظات
المرعبة التي أخذ فيها يُحدقُ في تجاعيد وجهه وعيناه الجاحظتين وملامحه.
انتقادات
أصدر منتدى الحقيقة والإنصاف بباريس بيانا يدين
فيه الطاهر بن جلون على سكوته إبان مدة التعذيب الذي تعرض لها المختطفون أيام الاعتقال.
تعليقات
إرسال تعليق