العمى عمى القلب

العمى عمى القلب
تلك العبارة التي كان جدي يرددها في كل مرة كنت فيها أغفل عن أمر مهم أو أتصرف بطريقة تدل عن قلة خبرة او قلة وعي وصارت هذه الكلمة تتردد في ذهني مرارا وكأن جدي قام بحفرها على ذبذبات دماغي وبت ارددها في لحظة وقوع الكأس ولحظة فوران القهوة  ولحظة ضرب كتفي لشخص بدون قصد  ولكن وبعد ثلاثين سنة من هذه الكلمة اكتشفت معناها بالصدفة البحتة
عندما رأيت تلك  الفتاة التي لاترى بعينها ولكنها حاضرة الذهن مشعة الذكاء بقلبها كيف كانت ترد الاجابة في الامتحان
وذلك الشاب الذي قام بتلاوة القرآن غيباً بحين عجزت عنه اصحاء العيون وعجزو عن تلاوته وتدبيره
  صورة لشاب في مثل عمري قام باختراع تلك الاجهزة والطالبة الجامعية التي قهرت عجزها وجعلتنا نتعلم من أن فعلا العمى عمى القلب وليس عمى العيون وأن مشكلتنا ليس ماننظر إليه بمرآة عيوننا ولكن مانراه بمرآة قلوبنا فالإنسان لا يقدر بمقدار مايفعله إذا كان فارغاً من الانسان الذي يخبر الدنيا والعالم بأنه موجود وبأن الله قد عوض عنه قلباً مستنيراً ومبصراً أكثر بكثير من الاشخاص المبصرين هذا الطالب الذي سلب الله منه نعمة النظر يذهب ويثابر ويدرس لتفتح لعقله ملكات من التحدي بيمنا يجلس آخر يتشدق ويتحدث عن البطالة وكيف يريد أن يصبح في يوم من الايام عاطل عن العمل وبكل فخر إنهم فعلا لا يصنفون كذوي الاحتياجات الخاصة ولا أشخاص معوقين لان الاعاقة الفكرية هي اهم بكثير من شخص ولد بلا  نظر وليس بدون عقل وإن كان عجزه بعدم رؤيته لطريق او شارع او لون ولكنه يرى الحب والحياة والامل ويصر عليه الحياة بحاجة لتكريم أشخاص التميز ودعمهم لاننا للاسف من هم ذوي الاحتياجات الخاصة بتفكيرنا المقتصر علآ الانا والكره والحقد والدمار بفكرنا المتشدد لافكار غبية لا تسمن ولا تغن من جوع لتعنتنا لرأي ولجحودنا لكل النعم التي انعمها الله علينا لاصحاب الفخامة والتميز هم هؤلاء لأن التميز بالامل وهؤلاء هم صناع الامل  ولأن المثقف العربي يترفع عن الكتابة عن مثل تلك الحالات لأنها لاتتلاءم ومايتطلبه السوق وهو لن يرغب في أن يرى الواقع فسيبقى يعيش في عالمه لاعنا العمر والحياة التي سلبتمن هذا الشخص أو ذاك نعمة فقدان البصر ونعمة عدم الرؤية
ويبدأ بالبحث عن المسمى المناسب فتارة يغيرونه لاصحاب الاعاقة وتارة اخرى لذوي الاحتياجات الخاصة
لتصبح مسمياتهم تشبههم ولا تشبه اصحاب الامتياز والتميز فالاتفاق الذي يرسمه الاخرون على أوراقهم المبعثرة لا يراه هذا الشخص أو ذاك بعينه ولكن يراه بتصرفاتك وكلامك
العيب ليس في زماننا ولكن العيب في عيون رأت الحياة بكل مبهجاتها ومشت بطريق لا ينتمي إلى دين ولا إلى مذهب ولا إلى أخلاق
العيب فيمن رأى من والده البنك المركزي ومن والدته المطعم المتنقلويبقى بعد هذا جاحدا لكل ما يقدم له
العيب في إناس رأو من الحياة أجملها وظلوا محبطين تائهين مشردين
العيب ليس في الزمن العيب في الاشخاص 

تعليقات

المشاركات الشائعة