زرايب العبيد رواية
للروائية الليبية نجوى بن شتوان.
صدرت الرواية لأوّل مرة عام 2016
عن دار الساقي في لندن.
ودخلت في القائمة النهائية "القصيرة"
للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2017، وهي النسخة العربية لجائزة "بوكر"
العالمية للرواية.
تروي الكاتبة الليبية "نجوى بن شتوان"
في هذه الرواية حكاية "زرايب العبيد"، التي تحترق فينكشف كل ما كان خفيّا.
تجمع بين السيد "محمد" والعبدة "تعويضة" علاقة حب تُعدّ محرمة
في عُرف السادة الذين اعتادوا اتخاذ العبدات خليلات. فيرسل الوالد نجله في تجارة لإبعاده
عن حبيبته، وتسقي والدته "تعويضة" سائلا في محاولة لإجهاض جنينها، ليتم إثر
ذلك تزويجها بأحد العبيد. عند عودة "محمد" من رحلة التجارة يعلم أن أهله
قد قتلوا ولده الجنين وأرسلوا حبيبته إلى حيث لا يدري، فيبدأ رحلة البحث عنها.
"زرايب العبيد" تكشف الغطاء عن المسكوت عنه من تاريخ العبودية في ليبيا،
ذلك التاريخ الأسود الذي ما زالت آثاره شاخصة حتى يومنا الراهن.
«هنا تكونت من كل شيء، من الرق والعتق، من الماء
والملح، من الذل والحرية، من الشمس والتراب، من الجوع والظمأ، من الارتواء والشبع،
من نظافة بنغازي وقذارتها، من جفائها وحنانها، من دمعها ودلالها».
هذه الرواية التي تستشف عبر طيات عنوانها «زرايب
العبيد» فحوى النص الذي تحتبس شخصياته في مكان يسوده الهوان والوضاعة، من السهل اختفاؤه
«وكأننا ولدنا داخل فقاعة من ماء»، تنجح في تكوين نسيج يحوي مجتمعاً طبقياً يعاني في
فلكه الشخوص ويتعرضون لمواقف صعبة تشكل نقلة نوعية للجميع وانتقالاً متوتراً بين الحرية
والقيد، الحب والكره، وعكس العلاقات بين الجارية ومالكها والرجل والمرأة. فالعلاقة
بين كل من محمد وتعويضة تقترب إلى أقصى حدها من التطرف، ومن ثم تكاد تتلاشى بسبب ظروف
قسرية، فيبتدئ محمد بالتعجب من نفسه نتيجة افتتانه ورغبته في التعرف على عالم تعويضة
ذات البشرة الداكنة ورائحة جلدها المختلفة التي تترك عبقها في المكان، ليناقض ذلك إعجابه
المقتصر دائماً على النساء ذوات البشرة البيضاء فحسب. يتطور ذلك حتى يبلغ عشقاً بمرحلة
أشبه بتلك التي يصلها «الهائم بما فيها من غياب عالم علوي لا يتاح إلا للصفوة المختارة:
عالم ما فوق الاعتيادي»، يوصف بأنه «تتجلى فيه الحواس وتشف الرؤى».
سلطة المكان الذي اختارته نجوى جزءاً تصورياً للجانب
المعتم من بنغازي في حقبة قديمة، داخل منطقة يحفها القنوط والسوداوية ولا يثق سكانها
بشيء عدا الأشياء السيئة، لعظم قدرتها على التحقق. وفي هذا التوصيف تشبيه لوضع قاطنيها
من العبيد كأنهم يعاملون كالحيوانات، وليعكس ذلك مدى دناءة المكان وقذارته.
تعليقات
إرسال تعليق