رواية "نهاية رجل شجاع" للكاتب السوري حنا مينه
المكان: ميناء اللاذقية –سوريا
الزمان: فترة الاحتلال الفرنسي إبان الحرب العالمية الثانية
هكذا مع الأعوام فهمت أن عدم قناعتي بموقف الناس مني قائم على أني أرى
الأمور من زوايا تختلف عن الزوايا التي يرونها منها، وهناك قولان لا ثالث لهما: إما
أنني غبي إلى درجة لا تصدق، أو أن الناس أشرار إلى درجة لا تصدق أيضا
الملخص: نشأ مفيد الوحش في أسرة معدومة . انزعج والده وجيرانه من مشاغبته
وسوء سلوكه. حصل تحول في حياة مفيد الوحش بعد أن قطع ذيل حمار جارهم ونال عقابا مبرحا.
حيث قام بتجريصه الناس في الحارة هذه البنية الجسمانية التي جعلت من مفيد سخرية
المجتمع الذي يحيط به كانت سبب خروجه من قريته ساعيا للاعتماد على نفسه حتى انتهى به
الأمر في السجن باعتباره مقاوما للاحتلال الفرنسي - بالصدفة. يخفق في قلبه الخير محاولا
السيطرة على الشر الذي يمارسه جاهلا. فيقرر البقاء على جادة الاستقامة مسخرا قوته لخدمة
الحق والعدل ولكنه لا يلبث يكابد صراع الخير والشر في ذاته. يستقر بطل القصة في ميناء
اللاذقية ويعيش مع المتشردين وأفراد العصابات فيخوض مغامرات شتى. الرواية في نظري بها
رموز عدة. فالعجوز المتحكم والآمر الناهي في الميناء يرمز للسلطة، وحياة المنهكين في
العمل الشاق في الميناء ترمز إلى الطبقة الكادحة في المجتمع. حياة العاملين في الميناء
كحياة مخلوقات البحر، السمكة الكبيرة تأكل السمك الصغير. بين الأسماك الكبيرة الكثير
من تصفية الحسابات يدفع ثمنها صغار السمك.
شخصية مفيد الوحش بها تناقضات كثيرة الطيبة، الشهامة، التهور، الطيش،
العناد، الكبرياء. نهايته توجت مشوار حياته الحافل بالبؤس والشقاء دون ان يطأطأ رأسه
لأحد. يقول حنا مينة : كلما نويت أن أغير
طريقي أجد نفسي في نفس الطريق ... طريق الشر واسعة. باب الشر واسع ... فتش عن الباب
الضيق. باب الاستقامة ضيق، ولكن جرب ان تدخل منه
الحياة الدونكيشوتية لهذا الكاتب البحار الذي كانت مياه البحر وزرقته
تتدفق على صفحات كتبه كانت تغرس مبادىْ الطموح والتحدي ومواجهة الظلم مهما
كان فلقد شاكس الموت وتحداه حتى خاف منه
يقول حنا : "
"لقد تعلمت باكرا أن أشاكس الموت، لذلك يهرب من وجهي،
أتحداه فيهرب، فإذا تقابلنا، وحدق أحدنا في وجه الآخر، خفض رأسه وطار مع الريح. ولكم
أود يوما ان أقبض عليه في الريح "وماذا في ذلك؟ الموت؟ السجن؟ أنا لا أخاف الموت أو السجن، فماذا بقي اذن؟ طز في الدنيا!" صفحة 238 تحولت هذه الرواية لعمل تلفزيزني سوري الرجل الشجاع يموت وهو واقف على رجيله لن تستثيه سخرية أو تستصغر من شأنه
فلترقد روحك بسلام أيها البطل الشجاع
تعليقات
إرسال تعليق