ككل الأشياء الضمنية حولنا.. كخصلة في شعر أشيب..
ككلمة معلقة في سطر هي المعنى كله.. كخصلة في شعر أشيب..
ككلمة معلقة في سطر هي المعنى كله..
كشخصين يقولان كل الكلام إلا ما
يلزم.. كوردة نسيها العاشق وهي أبلغ من الرسالة.. كفكرة طاشت عن رأس احدهم لتستقر محلها
الرصاصةفي مجموعتها الأخيرة تتطاير «خصلة بيضاء بشكل ضمني»
حاصدة جائزة العويس للإبداع فئة أفضل إبداع
قصصي هذا العام، تبدو التجربة الكتابية أكثر نضجاً بعد ثلاث مجموعات قصصية؛ أولها
«زهايمر، ثم «ساعي السعادة» و«آيباد.. الحياة على طريقة زوربا..برقتها ترفرف الخصلة البيضاء على النزيف الدموي المجتمعي الذي يعاني
منها أبطالها ومع مجموعتها التي تتكون من 15 قصة قصيرة، أغلبها يدور في اللازمان واللامكان،
ولا تظهر على أغلب الشخصيات أي انتماء أو هوية غير احتفاظها ببعدها الإنساني، فيما
تستلهم العديد من قصصها من قصص إخبارية متداولة من مختلف البقاع،هذه الحكايات كانت
كأليس في بلاد العجائب تركض من قصة لأخرى تحمل لنا الوجع العربي تارة والماضي
والحاضر الأماراتي من جميع نواحيه فكانت اللآلىء تتناثر على القراء من السحر
المنثور على رؤوسنا من الكاتبة الفنانة التي كان لها أسلوباً مميزاً في السرد المرتبط
بالهم الإنساني بشكل عام، بل وابتكار قوالبها الخاصة بما يعرف بالقصة القصيدة
وكما اقتبس من جريدة الاتحاد (وتحت عنوان «عشرة قوالب في البحث
عن» تقدم صالحة ابتكارها الخاص لما يعرف بالقصة القصيدة أو القصة القصيرة جداً
وبوحي أيضاً من المشاهدات العامة وانشغالها بفنون الموسيقى والرسم، وغيرها، عن ذلك
قالت صالحة عبيد لـ «الاتحاد»: «إنها لا تتعمد المزج بين القصة والقصيدة فيما تكتب
(ما يشغلني هو المفارقة في القصة نفسها وليس اللغة ولا القالب، القصة تولد في
مخيلتي كفكرة وليس كلغة أو قصيدة.. أنا أراها قصص قصيرة جداً)
وفي رحلة تاريخية تأخذنا قصة «غرق أو ما لم يشعه الرواة حول
سلامة وبناتها» من زمننا إلى زمن الغوص على اللؤلؤ لتعطي لأسطورة الجنية التي تغرق
مراكب الغواصين اسماً وروحاً وحكاية إنسانية، قصة المرأة التي نسجت عنها الكثير من
الروايات والقصص، فقد كانت تتعرض للقهر والقسوة من قبل زوجها فتهرب إلى جزيرة
معزولة، وتحولها الذاكرة الشعبية إلى لعنة يحملونها الإخفاقات أو جنية تنتقم
تحاول صالحة أن تكون في قصصها القصيرة من أنصار المرأة وحقوقها
بقولها : «النساء لا يزلن يواجهن القهر والقسوة، ربما ليس بالقسوة الجسدية التي
تعرضت لها سلامة بل هناك رفض مجتمعي معنوي تعيشه المعاصرات .تدعو صالحة عبيد الافكار السائدة بالتعلق بالرجل والتشبث به وعدم اعتبارها ضرورة ملحة ومصيرية فيظهر الصراع الننفسي لتلك البطلة التي تحاول جاهدة الخروج من جدران الوحدة المقيتة والعمل على إنشاء كيان مستقل بذاتها
خصلة بيضاء بشكل ضمني
الكاتبة : صالحة عبيد
الأدب : حاصل على جائزة العويس للابداع
وزارة الثقافة و الشباب و تنمية المجتمع-الأمارات العربية المتحدة
169 pages
تعليقات
إرسال تعليق