أنا ومعلمتي ومواقع التواصل الاجتماعي



أنا ومعلمتي ومواقع التواصل الاجتماعي

جلس محمد بعد عودته من المدرسة أمام حاسوبه الشخصي يتجول بين صفحاته باحثاً عن معلومات تفيده في بحثه في مادة العلوم عن أنواع الصخور وتواجدها لقد طلبت منهم معلمة العلوم أن يبحثوا عنها في الانترنت ويدون ما وجده  على ملف وأثناء بحثه تعرف محمد بالصدفة على موقع يقال انه من مواقع التواصل الاجتماعي  , أراد بشدة التسجيل فيه وقام بوضع بياناته الشخصية من عنوانه ومكان إقامته وسكنه وتفاصيل حياته ووضع صورة شخصية له على تلك الصفحة التي تسمى صفحته الشخصية أُعجب محمد بالفكرة كثيراً وبدأ باستخدام الموقع الالكتروني  يومياً وكان يجلس بالساعات الطوال يلعب تارة ويتجاذب اطراف الحديث مع الأصدقاء تارة أخرى بدأ والده يلاحظ تقصيره في دروسه ونبهه على ضرورة تنظيم وقته , أخبر محمد والده أن لديه بحث في المدرسة وعليه إنجازه على الحاسوب وتعهد لوالده بأن يواظب على دروسه وجلس ليبحث في حاسوبه عن حياة شاعر وأثناء بحثه وصلته رسالة من شخص غير معروف يرغب فيها ان يتعرف عليه و قد كتب أنه طالب في الصف السابع وفي نفس مدرسته ولكن محمد لم يعرف هذا الشخص واستغرب كثيراً لهذا الطلب ولكن الفتى اخبره ان اسمه خالد وأنه في الصف السابع وأنه يرغب في ان يصبحوا أصدقاء , تردد محمد قليلاً ولكنه قبل طلب الصداقة وأصبح يتحدث مع خالد لساعات طويلة كل يوم ويتبادلان الالعاب على ذلك الموقع وكان محمد يقضي في غرفته معظم وقته بعد عودته من المدرسة وذات يوم طلب منه خالد ان يتعرف عليه في المدرسة وقال له أنه سيلاقيه في الكافيتريا عند الفسحة الاولى ليتعرف عليه شخصياً , وصل محمد إلى الكافيتريا بعد الفسحة وجلس ينتظر كان يحدق في الوجوه ليتعرف على هذا الغريب ولكن مضى نصف الوقت ولم يأتي أحد كانت معلمة الحاسوب  تراقبه من بعيد وأحست المعلمة أن محمد مرتبك بعض الشيء اقتربت منه وسألته إن كان بخير فأخبرها أنه بخير وذهب إلى فصله.




في المساء أرسل خالد رسالة ليخبره أنه مريض وانه يعتذر لعدم حضوره للمدرسة وأنه كان غائباً ولكن محمد كان ذكياً فأصبح يرتاب لتصرفاته وأحس أن خالداً لم يكن صادقاً وأنه يكذب فهو يضع صورة واحدة لم تتغير ومحمد كان دائم التحميل لصور أصدقائه الجديدة
وأنه كان يرسل له مقاطع وصور غير لائقة وقد وصاه والده أنه حرام أن ننظر إلى مثل هذه الصور  ونشاهد  هذه المقاطع تأثر محمد كثير وأحس بالضياع ولم يكن يعلم ماذا يفعل ؟ وعند ذهابه إلى حصة الحاسوب جلس يتابع المعلمة فطلبت منهم إجراء  بحث في  الحاسوب عن مواقع التواصل الاجتماعي .
فسجل محمد دخوله إلى موقعه وأخبر المعلمة أنه يملك حساب على مواقع التواصل الاجتماعي وانه يتواصل مع أصدقائه عبر هذه الموقع
وقد تعرف على اصدقاء جدد
سألته المعلمة : هل تعلم أن هناك أشخاص يسجلون بأسماء وحسابات وهمية ولا تكون لنفس الشخص الذي يتحدث معك.. وهل تعلم أن الذين يظهرون في الموقع قد يكونوا من الاشخاص المحتالين الذين لديهم نوايا شريرة وأنهم قد يضرون بالأشخاص الذين قبلوا أضافتهم على صفحاتهم الخاصة …..
ذهل محمد لهذه المعلومات وقال للمعلمة وكيف ذلك
أخبرته المعلمة :  بأن الشخص قد يطلب من هذا الفتى أن يخبره بعنوان منزله أو قد يعطيه تفاصيل عن عمل والده وإذا كان والديه يعملان فقد يكون هذا الشخص لصاً او يسعى إلى أن يؤذي الشخص فأنت لا تعلم من هو  فقد يكون مريض أو شخص مختل عقلياً….
تفاجأ محمد وشرد قليلاً وهو يفكر أنه من الممكن أن يكون خالداً فعلا كما تتحدث المعلمة وقد يكون شخصاً كبيراً ووضع صورة طفل في الصف السابع وبدأ يتذكر تلك الصور التي أرسلها له وقرر أن يخبر والده ليحذفه من قائمة أصدقائه لأنه لم يكن يعلم الطريقة ولأنه قد يؤذيه أو يضره وهو لا يعلم كيف .
وعند العشاء جلس محمد قريباً من والده واخبره عن القصة  وكيف أن المعلمة قد أخبرتهم اليوم عن ضرورية ان تكون لدينا خصوصية على مثل هذه المواقع حتى لا نقع ضحية او نتعرض للأذى من أشخاص مجهولين
أخبره والده أنه يؤيد كلام المعلمة وقال له أنه من الجميل أن يكون لدينا أصدقاء ولكن يجب علينا أن نعرفهم ونعلم من هم حتى لا نتعارف على أشخاص ليسوا من أعمارنا وأفكارهم تختلف عن أفكارنا
سر الوالد كثير من صراحة محمد وذكائه وأخذه إلى محل الحلويات ليشتري حلواه المفضلة ، ووعد محمد والده بأنه لن يقوم بإضافة أناس لا يعرفهم وأنه سيهتم أكثر بمشاهدة البرامج التي يحبها عن البيئة والصخور والطبيعة
وفي صباح اليوم التالي ذهب محمد إلى معلمة الحاسوب وأخبرها القصة وأوصته بألا يعاود إضافة أشخاص لا يعرفهم أو يتحدث للغرباء
أحس محمد بثقة عارمة وفرح كثيراً وبدأ حصة الحاسوب ليكتشف مهارات جديدة ويتعلم أشياء لم يكن يعرفها عن الاشياء التي يحبها.

تعليقات

المشاركات الشائعة